في مقرهها الكائن بالدراسة بالقاهرة وفي العاشرة من صباح السبت القادم الموافق 2 فبراير 2013م تعقد دار الإفتاء المصرية معرضا دوليا يوثق لإنجازاتها في العشر سنوات الأخيرة من عمر الدار من 2003: 2013م.
ويتضمن المعرض مؤتمرا صحفيا لفضيلة مفتي الجمهورية أ.د.علي جمعة، وكلمات للمفكر الإسلامي د. محمد عمارة، وأ.د. أحمد عمر هاشم، والإعلامي أ. أحمد المسلماني، ود. عمرو خالد والداعية معز مسعود والداعية مصطفي حسني ولفيف من الشخصيات الدينية والفكرية والإعلامية.
ويقوم المعرض بإبراز النقلة الحضارية لدار الإفتاء المصرية من خلال تفاعلها مع كل اهتمامات وقضايا المصريين بالداخل والخارج في كل مجالات الحياة، سواء على المستوى الاجتماعي من خلال فتاوى الأسرة والمجتمع أو الجانب القيمي والجانب الاقتصادي وغيرها مما أكسبها تفاعلا بَنَّاءً مع المجتمع.
كما يؤكد المعرض على أن هذه النقلة الحضارية نبعت من استقلال الدار عن وزارة العدل وتوسعها وانتقالها لنموذج الإدارة الحديثة؛ الذي يعتمد على التوسع الكمي والكيفي، مما أتاح استحداث إدارات جديدة كأمانة الفتوى والإشراف العلمي وإدارة التدريب وإدارة الحساب الشرعي ولجنة فض المنازعات والمركز الإعلامي وغيرها، والذي انعكس في إقبال الناس على الفتاوى وحاجتهم إلى الدار ووصول أعداد الفتاوى إلى أضعاف ما كان يعرض في السابق حيث تم إنتاج3071808 ثلاثة ملايين وواحد وسبعين ألفا وثمانمائة وثمانية فتوى في الفترة من نهاية سبتمبر 2003 وحتى نهاية عام2012م.
وعلى المستوى الإداري كذلك يبرز المعرض حرص مؤسسة دار الإفتاء المصرية على التأسيس لوجود صف ثانٍ في الإدارة بحيث أصبح لديها جيل أول وثان إلى الجيل الرابع، وهذا في النهاية يصب في صالح المؤسسة ويعيد إليها شبابها مما يزيدها قوة وفاعلية.
ومن خلال ما سبق فقد نجحت دار الإفتاء المصرية في تقديم نفسها على أنها نموذج يحتذى به كمؤسسة إفتائية أدت رسالتها على أكمل وجه، بالإضافة إلى نجاح تلك المؤسسة في الالتزام بكل الأسس والمعايير الإدارية الناجحة، بحيث أصبحت نموذجًا ناجحًا أيضًا في الجانب الإداري، والعمل المؤسسي، وهو ما كان مفتقدا إلى حد بعيد في كثير من الهيئات المحسوبة على المؤسسة الدينية في العالمين العربي والإسلامي.
كما يؤرخ المعرض كذلك لنجاح دار الإفتاء في التواصل مع كافة المؤسسات ذات الصلة في الداخل والخارج مما يرسخ الدور العالمي لمصر والتكامل المعرفي بين هذه المؤسسات ودار الإفتاء وقد تجلى ذلك التواصل في نجاحات عدة يبرزها المعرض ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
• التقرير الاستراتيجي المشترك بين دار الإفتاء المصرية وبين منتدى دافوس الاقتصادي في مطلع 2012م حول المتغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية ودور الدين في ترشيدها
• اتفاقية تفاهم وتبادل خبرات بين دار الإفتاء المصرية وبين الهيئة العليا للشئون الدينية التركية وذلك في عام 2010م
• مذكرة تفاهم بين الدار وبين معهد الدراسات الشرعية بجامعة تاكوشوكو اليابانية في مجال الإفتاء والقضايا الفقهية وذلك في عام 2010م
• اتفاقية عمل بين الدار وبين المجمع الفقهي بالهند لتبادل الخبرات والإمكانات في مجال الإفتاء..وذلك في عام 2005م
وقد أتاح هذا التواصل للدار دورا رياديا على المستوى العالمي في وقت احتاج الكثيرون فيه لهذا الدور، حيث قامت الدار على سبيل المثال بإطلاق حملات تعريفية بالإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم في داخل أوربا وأمريكا بالتعاون مع المؤسسات الإسلامية هناك، كان أبرزها حملة ملصقات في مترو نيويورك للتعريف بنبي الإسلام كما كان لها دور فاعل عقب أحداث الفيلم المسيئ تجلى في تواصل فاعل مع مؤسسات غربية كثيرة وقيادة حملة تعريفية بالنبي صلى الله عليه وسلم في أوربا وأمريكا.
ويستتبع هذا الجهد والإنجاز بالضرورة رصد لما لاقاه هذا الجهد من حفاوة لدى مؤسسات عالمية ودولية، تجلى في العديد من الإشادات والأوسمة لشخص فضيلة المفتي أ.د. علي جمعة ولمؤسسة دار الإفتاء المصرية، ومنه على سبيل المثال:
• في مارس2010م كرمت اليابان فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية ضمن مائة عالم الأكثر تأثيرا على مستوى العالم.
• في يوليو2011م منحت جامعة ليفربول البريطانية فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الدكتوراه الفخرية تقديرا لجهوده في نشر التسامح بين الثقافات.
• حصلت دار الإفتاء في أكتوبر 2011 على جائزة مؤسسة ميدياتينور الدولية بسويسرا في الإعلام، لتكون أول مؤسسة إسلامية في العالم تحصل على هذه الجائزة.
• في نوفمبر2011 منحت مؤسسة (freedom cubed) فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية جائزة التسامح لجهوده الدؤوبة في نشر السلام والحوار بين الثقافات.
وفي النهاية يرصد المعرض عصب جهد الدار وهو الإفتاء الذي استطاعت من خلاله تقديم نموذج متكامل للفتوى الشرعية الصحيحة والتي تعتمد بالأساس علي إدراك المصادر وإدراك الواقع بعوالمه المختلفة والربط بين المصادر المطلقة والواقع المتغير ويوضح المعرض أيضا كيف تفاعلت الدار في هذا الملف من خلال مجموعة من الفتاوى كان أبرزها فتوى تحريم توريث الحكم، وفتوى حرمة المراهنات على مباريات كرة القدم، وفتوى جواز نقل أموال الزكاة إلى الصومال، وتحريم ظاهرة البلطجة، وكذا بيع الدقيق المدعم في السوق السوداء، وجواز إخراج الزكاة للبحث العلمي .. وغيرها من الفتاوى المهمة