منتديات الطريقة العلية القادرية الرفاعية المحمدية الاسلامية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الطريقة العلية القادرية الرفاعية المحمدية الاسلامية

منتدى اسلامي الخاص بالتصوف الاسلامي في الطرق الصوفية الرفاعية و القادرية و نقشبدية واليدوية والدسوفية


    لماذا ينتهي المتعبد – صوفيا أو غيره- بالصمت؟ منقول

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 256
    تاريخ التسجيل : 21/06/2009

    لماذا ينتهي المتعبد – صوفيا أو غيره- بالصمت؟  منقول Empty لماذا ينتهي المتعبد – صوفيا أو غيره- بالصمت؟ منقول

    مُساهمة من طرف Admin السبت أكتوبر 10, 2015 10:26 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم
    و صلاة و السلام على خير خلق محمد و على اله و صحبة اجمعين


    لماذا ينتهي المتعبد – صوفيا أو غيره- بالصمت؟
    يبدأ الصوفي بالتعبد والذكر، فينتبه إلى ربه ويقبل على عبادته. وفي الطريق قد يعجب بعمله ويظن نفسه من كبار الصالحين، وذلك لأنه في هذا المقام يلاحظ عمله هو، فيستحسنه قليلا أو كثيرا.
    بعد ذلك، ينتبه ويكتشف أن نعم الله تعالى عليه وعلى العالم لا تعد ولا تحصى، فيبدأ يحسب النعم ويجدها كثيرة وأنواعا منوعة.. فيمتلئ قلبه بتعظيم الله وحبه. وهذا مقام آخر، فهو لا يلتفت لعمله، بل لعمل الله معه.
    وحين يتأمل في أعماله وعباداته يكتشف فيها ما لا يحصى من النواقص، ففيها رياء وسهو.. ومهما صلى أو صام أو قرأ القرآن أو تصدق في الصلاة.. فكل ذلك قليل وضعيف. وهنا يبدأ يرى الحجم الحقيقي لعباداته وأنها لا تقوم بشكر نعم الله عليه. إضافة إلى أنه لا يخلو من الذنوب بأنواعها.
    ثم يتأمل أكثر، فيجد أن هذه العبادة لم تكن لتكون لولا أن الله تعالى هداه ووفقه وأعانه وأمده بالقوة.. ويقارن نفسه بالكثيرين من الغافلين والضعفاء والعاصين.. فتكبر في صدره نعمة الله عليه، ويعظمها، وفي الوقت نفسه يستصغر عمله..
    ثم يتفكر فيجد أنه لم يكن موجودا قبل خمسين سنة مثلا، وأنه كان عدما محضا، وأن الله أخرجه من العدم وأنعم عليه بالوجود الحي العاقل، وأن الله لو شاء كان جعله حجرا أو شجرا أو حيوانا..
    فينتهي إلى أن الفضل كله من الله سبحانه، ويقتنع في قرارة نفسه بأنه لن يؤدي أبد الآبدين شكر الإله الرزاق الكريم. فيغلب عليه الحياء من الله والتعظيم لله..
    لذلك يصمت، لأن كل كلام بعد هذا سيكون مجرد دعوى فارغة.. هو يستمر في عبادته، لكن في صمت، فقلبه يشعر من أعماقه بالامتنان لله والعرفان له.. يشعر بفضل الله عليه.. فلا يجد كلاما، ويحار جوابا.. فيلوذ بالصمت.. وكله أمل أن يرحمه الله برحمته الواسعة وألا يحوّل نعمته عنه.
    في الماضي كان عندنا بالريف في شمال المغرب رجل صالح، لم يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة.. حياء من الله. وإذا أراد الصلاة يسأل أحدا من الناس عن موقع الشمس أين هي. وإن صام وأراد الفطر يسأل هل غابت الشمس.. أربعون سنة، ورأسه منحن إلى الأرض.. لم يرفعه ولا مرة.. غلب عليه الحياء الصامت.. رحمه الله.
    منقول من موقع روض الرياحين و صاحب الموضوع الاصلي : الياس بلكا



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 6:59 pm