16.09.2016
21:47:23
نبي الله إدريس عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
قال اللهُ تعالى: {واذكر في الكتاب إدريسَ إنَّه كان صدّيقًا نبيًّا * ورفعناهُ مكانًا عليًّا} (سورة مريم/56-57).
نبي الله إدريس عليه الصلاة والسلام نبوته ورسالته
سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام هو أحد الأنبياء والرسل الكرام الذين أخبر الله عنهم في القرءان الكريم، وقد ذكره الله تعالى في بضعة مواطن من سور القرءان، وهو ممن يجب الإيمان والاعتقاد بنبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم، وقد وصفه الله تعالى في القرءان الكريم بالنبوة والصدّيقية.
نسبه وما جاء في وصفه
اختلف في نسبه وأشهر ما قيل هو إدريس بن يرد بن مهلاييل، ويسمى أيضًا أخَنوخ، وينتهي نسبه عليه السلام إلى نبي الله شيث بن ءادم عليهم الصلاة والسلام.
وقيل سمي إدريس بهذا الاسم لأنه مشتق من الدراسة، وذلك لكثرة درسه الصحف التي أنزلت على سيدنا ءادم وابنه شيث عليهم الصلاة والسلام.
وأما ما جاء في وصفه فقد روى الحاكم في المستدرك عن سَمُرة بن جندب قال: كان إدريس أبيض طويلاً، ضخم البطن، عريض الصدر، قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس، وكانت في صدره نكتة بيضاء من غير برص، فلما حصل من أهل الأرض الفجور والاعتداء في أمر الله رفعه الله إلى السماء فهو حيث يقول {ورفعناه مكانًا عليًّا}.
وقيل إن إدريس هو أول من خطّ بعد ءادم عليه السلام وقطع الثياب وخاطها، وينسب إلى هذا النبي الكريم أشياء كثيرة مما هي كذب وافتراء.
وقد ورى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :"يا أيا ذر أربعة سُريانيون: ءادم وشيثٌ وأخَنوخُُ وهو إدريس وهو أوّل من خطّ بالقلم، ونوحٌ".
مولده ونشأته ودعوته إلى تطبيق شريعة الله
سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام وهو ثالث الأنبياء بعد ءادم وشيث عليهم السلام، ولقد اختلف العلماء في مولده ونشأته فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل مدينة في العراق، وقال ءاخرون إنه ولد بمصر والصحيح أنه ولد بالعراق في مدينة بابل.
وقد أخذ إدريس عليه السلام في أول عمره بعلم شيث بن ءادم عليهما السلام ولما كبر ءاتاه الله النبوة والرسالة وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي رواه ابن حبان، فصار عليه السلام يدعو إلى تطبيق شريعة الله المبنية على دين الإسلام الذي أساسه إفراد الله تعالى بالعبادة واعتقاد أنّه لا أحد يستحقّ العبادة إلاّ الله، وأن اللهَ خالق كلّ شىء ومالك كل شىء وقادر على كل شىء، وأن كل شىء في هذا العلم يحصل بمشيئة الله وارادته وأن الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئًا من مخلوقاته، ولا يشبهه شىء من خلقه.
فعاش سيدنا إدريس عليه السلام يعلّم الناس شريعة الإسلام وأحكام دين الله، مع أن الناس الذين كانوا في زمانه كانوا مسلمين مؤمنين يعبدون اللهَ تعالى وحده ولا يشركون به شيئًا، واستمرّ الأمر على هذه الحال إلى أن ظهر إبليس اللعين للناس في صورة إنسان ليفتنهم عن دين الإسلام، وأمرهم أن يعملوا صورًا وتماثيل لخمسة من الصالحين كانوا معروفين بين قومهم بالمنزلة والقدْر والصلاح، وكان في شرع إدريس جواز عمل تماثيل للأشخاص ثم نسخ ذلك، فأطاعوه وعملوا لهم صورًا وتماثيل، ثم لما طالت الأيام ظهر لهم مرة أخرى في وقت كثر فيه الجهل والفساد في الأرض، وأمرهم أن يعبدوا هذه التماثيل والأصنام الخمسة فأطاعوه وعبدوهم واتخذوهم ءالهةً من دون الله فصاروا كافرين مشركين، وكان ذلك بعد وفاة نبي الله إدريس عليه السلام بمدة ولم يكن في ذلك الوقت نبيّ، قال الله تعالى حكاية عن هؤلاء الذين عبدوا هؤلاء التماثيل التي كانت صورًا لخمسة من الصالحين: {وقالوا لا تذرُنَّ ءالهتُكم ولا تذرُنَّ وَدًّا ولا سُواعًا ولا يغوثَ ويَعوقَ ونسرًا} (سورة نوح/33). فسيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام عاش تتمة الألف سنة بعد سيدنا ءادم على الإسلام هو ومن اتبعه ومن كان معه، يدعو المسلمين الذين كانوا في زمانه إلى تطبيق شريعة الله وأداء الواجبات واجتناب المحرمات، وأخذ ينهى عن مخالفة شريعة الإسلام، فأطاعه بعضهم وخالفه بعض، فنوى أن يرحل فأمر من معه أن يرحلوا معه عن وطنهم العراق فثقل على هؤلاء الرحيل عن وطنهم، فقالوا له: وأين نجد مثل بابل إذا رحلنا؟ وبابل بالسريانية النهر، كأنهم عنوا بذلك دجلة والفرات، فقال لهم: إذا هاجرنا لله رزقنا غيره (أي بلدًا غيره) فلما خرج سيدنا إدريس عليه السلام ومن معه من العراق ساروا إلى أن وافوا هذا الإقليم الذي يسمى بابليون فرأوا النيل ورأوا واديًا خاليًا فوقف سيدنا إدريس على النيل وأخذ يتفكر في عظيم قدرة الله سبحانه ويسبح الله سبحانه وتعالى.
أقام سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام ومن معه في مصر يدعوا الناس للالتزام بشريعة الله وكانت مدة إقامته في الأرض كما قيل اثنتين وثمانين سنة ثم رفعه الله إلى السماء ثم توفاه على هذه الأرض، وكون وفاته على الأرض هو الصحيح.
إدريس عليه السلام
قال الله تعالى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا *وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } [مريم: 56 - 57] .
فإدريس عليه السلام: قد أثنى الله عليه، ووصفه بالنبوة، والصديقية، وهو خنوخ هذا، وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ما ذكره غير واحد من علماء النسب.
وكان أول بني آدم أعطي النبوة، بعد آدم وشيث عليهما السلام.
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم، ثلاثمائة سنة وثماني سنين.
وقد قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي، لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الخط بالرمل فقال: « إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك ».
ويزعم كثير من علماء التفسير، والأحكام، أنه أول من تكلم في ذلك، ويسمونه هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه أشياء كثيرة، كما كذبوا على غيره من الأنبياء، والعلماء، والحكماء، والأولياء.
وقوله تعالى: { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } هو كما ثبت في (الصحيحين)، في حديث الإسراء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به، وهو في السماء الرابعة.
وقد روى ابن جرير، عن يونس، عن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعبًا، وأنا حاضر، فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا }.
فقال كعب: أما إدريس؛ فإن الله أوحى إليه، أني أرفع لك كل يوم، مثل جميع عمل بني آدم، لعله من أهل زمانه، فأحب أن يزداد عملًا، فأتاه خليل له من الملائكة.
فقال له: إن الله أوحى إلي كذا، وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملًا، فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة، تلقاه ملك الموت منحدرًا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس.
فقال: وأين إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: فالعجب بعثت، وقيل لي: اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة، وهو في الأرض؟ فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل: { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا }.
ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها، وعنده: فقال لذلك الملك: سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟
فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال: إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه، إلى إدريس، فإذا هو قد قبض، وهو لا يشعر.
وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.
وقول ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا }.
قال إدريس: رفع ولم يمت، كما رفع عيسى، إن أراد أنه لم يمت إلى الآن، ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حيًا إلى السماء ثم قبض هناك، فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار، والله أعلم.
وقال العوفي عن ابن عباس، في قوله: { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } رفع إلى السماء السادسة، فمات بها.
وهكذا قال الضحاك، والحديث المتفق عليه، من أنه في السماء الرابعة أصح. وهو قول مجاهد، وغير واحد.
وقال الحسن البصري: { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } قال إلى الجنة.
وقال قائلون: رفع في حياة أبيه، يرد بن مهلاييل، والله أعلم.
وقد زعم بعضهم، أن إدريس لم يكن قبل نوح، بل في زمان بني إسرائيل.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود، وابن عباس، أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك، بما جاء في حديث الزهري، عن أنس في الإسراء: أنه لما مر به عليه السلام، قال له: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم، وإبراهيم: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح.
قالوا: فلو كان في عمود نسبه، لقال له كما قال له. وهذا لا يدل، ولا بد لأنه قد لا يكون الراوي حفظه جيدًا. أو لعله قاله له، على سبيل الهضم، والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة، كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم، بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
قصة سيدنا ادريس عليه السلام
ادريس هو نبي الله بعد ادم عليه السلام فبعد موت ادم ورث الوصية ابنه شيث .وشيث هو جد جد ادريس وبينهم اربع او خمس اجيال ففي كتب السيرة يذكر ادريس ابن يرد ابن مهلائيل ابن قينان ابن يانش ابن شيث ابن ادم عليه السلام .وشيث لم ياتيه الرسالة ولكن ورث اباه في العلم والحكمة وظل الناس على التوحيد لمدة 15 قرنا . وادريس اول رسول بعد ادم وعمل طفقة حضارية فهو اول من خطا بالقلم وخاط الثياب ولبس المخيط وكان خياط ومع كل غرزة يسبح الله ويذكره واول من بشر بالقران وعلمه الله علم النجوم والافلاك وتعلم مفاتيح العلوم علم الناس الكتابة بالقلم وكان رجل متاني في كلامه كثير الصمت وكثير الحكمة والفكر وهذه الصفات كتبها في اسفاره . وعن القرطبي انه سمى ادريس لكثرة درسه لكتاب الله تعالى وانزل الله عليه 30صحيفة كما في حديث ابا ذر . بدا ادريس يدعو الناس ببابل فيقال انه ولد هناك واتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني ادم عن مخالفة شريعة الله فاطاعه نفر قليل وخالفه كثيرين فاراد ان يهاجر فعز على الناس هذا وثقل عليهم الرحيل عن اوطانهم فقال لهم اذا هاجرنا رزقنا الله غيره فخرج وخرجوا معه حتى وصلوا الى مصر فاخذ يدعو الناس الى الله والى مكارم الاخلاق وانطلقا الى الشام وفلسطين واستقرا في مصر وقام بنهضة حضارية فعلم اولاده من كل العلوم من كل انحاء المعمورة .وكانت له مواعظ واداب فقد دعا الى دين الله والى عبادة الخالق جل وعلا وتخليص النفوس من العذاب في الاخرة بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في الدنيا الفانية الزائلة.وامرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة وقيل في زمانه 72لسانا يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعا ليعلم كل فرقة بلسانهم . قال تعالى واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا .مريم56. وفي تفسير للقرطبي عن هذه الاية واذكر يا محمد في كتابنا هذا ادريس انه كان لا يقول الكذب فهو نبي نوحي اليه من امرنا ما نشاء .اما مكانا عليا فقد رفعه الله وهو حي للسماءالرابعة اي مكان ذو علو وارتفاع........فيقال ان ادريس اسرى به كما اسرى بسيدنا محمد ورفع كما رفع سيدنا عيسى .وفي الصحيح ان رسول الله مر به في ليلة الاسراء والمعراج وهو في السماء الرابعة . حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح لابن كثير ان الله اوحى الى ادريس ان يرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني ادم .......اي ان كل عمل بني ادم في اليوم له اجره مثلهم لانه هو الذي دلهم على الخير فاراد ان يزيد عمره ليزيد عمله واتاه خليل له من الملائكة وكلمه ان يحمله الى ملك الموت ليستاذن ان يطلب من الله ان يؤخر اجله ليزداد عملا فصعد به الملك على ظهره حامله بين جناحيه فصعد به الى السماء الاولى الثانية الثالثة الرابعة فوجد ملك الموت منحدرا فسال هذا الملك ملك الموت ان يؤخر ادريس ليزيد عمله فقال واين هو فقال الملك انه على ظهري فقال ملك الموت يلا العجب فقال الملك لماذا تقول هذا فقال بعثت وقيل لي وامرني الله ان اقبض روحه في السماء الرابعة يقول تعجبت فقلت كيف اقبضه في السماء وهو على الارض .واذا بنفسه ياتي الى السماء الرابعة فقال اخره قال لا امرت ان اقبض روحه فقبض وهو في السماء الرابعة .عمره كان 865سنة والله واعلم ..........طلب من الله الزيادة والخير فرفعه الله مكانا عليا....