28.10.2016
23:51:42
حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ،حددثنا الزهري ، عن سعيد ابن المسيب ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-،قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله عز وجل:يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار
أخرجه البخاري أيضا في باب لا تسبوا الدهر ج8 ص 41 من كتاب الأدب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر ، بيدي الليل والنهار
أخرجه البخاري أيضا في كتاب ان كلامالله
باللفظ المذكور هنا ، منقول من كتاب التفسير
وأخرج هذا الحديث مسلم وأبو داود في الأدب ، والنسائي في التفسير
وفي رواية مسلم بلفظ يؤذيني ابن آدم ، يقول : ياخيبة الدهر ، فإني أنا الدهر ، أقلب ليله ونهاره
وبقية روايات مسلم كروايات البخاري
شرح الحديث:
من شرح القسطلاني- في مواضعه الثلاثة :ج9 ص 106-ج10 ص434
قوله :[يؤذيني ابن آدم]أي يخاطبني الخطاب الذي يؤذي سامعه المخاطب به ، وبذلك يتعرض من يقول ذلك للأذى من المخاطب السامع له ، والله تعالى منزه عن أن يضل اليه من غير أذى ، فالمراد : من يقول هذا القول يعرض نفسه للأذى من الله تعالى
وقوله يسب الدهر : أي يقول إذا أصابه مكروه تبا لك يا دهر
[ وأنا الدهر ]أي أنا خالق الدهر ، وخالق الحوادث التي تكون فيه ، ولذا قال : بيدي الأمر الذي ينسبونه إلى الدهر ، ويسبونه من أجله ، أنا الذي أوجدته بقدرتي وليس للدهر تأثير في شيء أبدا [ أقلب اليل والنهار ]أي أنا الذي أصرف الحوادث التي تكون في الليل والنهار
وعند أحمد بسند صحيح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه [لا تسبوا الدهر فإن الله تعالى قال : أنا الدهر : الأيام واليالي لي ، أجددها وأبليها ، وآتي بملوك بعد ملوك ]فإذا سب ابن آدم الدهر على أنه فاعل لهذه الأمور ، عاد السب إلى الله تعالى ، لأنه الفاعل الحقيقي ، والدهر انما هو ظرف لمواقع هذه الأمور
فالمعنى أنا مصرف الدهر ، فحذف اختصار اللفظ واتساعا للمعنى
وجاء الحديث لتصحيح العقيدة ، وحسن الأدب في اللفظ ، فقد كان الناس يزعمون مرور الأيام والليالي هو المؤثر في هلاك الأنفس ، ويضيفون كل حادث إلى الدهر
وأشعارهم ناطقة بشكوى الزمان
وكانوا يقولون : يابؤس الدهر ، ويا خيبة الدهر
والله سبحانه وتعالى وحده الفاعل لجميع الحوادث، والزمان ظرف لها ، فجاء النهي عن سب الدهر لذلك . والله أعلم
منقول