رام الله - دنيا الوطن
طبيب نفسي وداعية إسلامي أثارت فتاواه جدلا كبيرا، لا تقل عن الجدل الذي أثارته تصريحاته، حول مشاهد العري والقبلات في الأعمال الفنية، فضلا عن صداقاته بالفنانات ودعائه لهن، وهذا ما جعل الكثير من دعاة التيار السلفي تهاجمه بضراوة.
الداعية أسامة القوصي أظهر جرأة لافتة في التعبير عما يعتقد صوابا ويرد على هذه الانتقادات والهجوم في حوار ناري اجراه موقع "جولولي" ..
تبرأ مشايخ السلفية منك، ومن أفعالك وتصريحاتك.. ما ردك؟
كل منا يتبرأ من الآخر، والله عز وجل: قال في كتابه الكريم “إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون”، وأرى أنهم متفلتين ومتخلفين في أرائهم، وهم يروني متساهل في الدين ومنحرف.
ماذا عن انتقاد السلفيين لك في صداقتك بالفنانات؟
أنا لست من السلفيين في شيء، ويجمعنا اللفظ فقط وليس من حقي إخراجهم منه، وليس من حقهم إخراجي منه، وأنا مع المجتمع المصري بكل فئاته وأطيافه وتنوعاته من الفنانين والرياضيين والأدباء والمثقفين والعمال ورجال الدين المسيحي والإسلامي، وأنتمي للشعب المصري الجميل الذي يضرب به المثل طوال 14 قرن من الزمان في التسامح والمودة والإخاء، أما غلاة السلفية فهم متشددون ومتعصبون ويكنون طاقة غير عادية من التعصب والكراهية وهم لا يستطيعون التعايش المتسامح مع الآخر.
وأذكر أن أحد شيوخ السلفية من الإسكندرية قد يكون عبد المنعم الشحات أو ياسر برهامي لا أذكره تحديدًا جمعته مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات الفضائية بالقس فيلوباتير: خاطبه القس «أنا أحبك»، فرد عليه الشيخ السلفي «وأنا أبغضك في الله»، وهذا يبين مدى الغلو والتطرف الفكري الذي تعيش فيه طوائف من الإسلاميين.
دعوت الله أن يحشرك مع الفنانة «يسرا».. ما حقيقة علاقتك بها؟
الفنانة يسرا لا تجمعني بها أي علاقة عاطفية كما أشيع، واحترمها وأقدرها كسائر الفنانين، واعتبرها رمزا من رموز الفن والإبداع، وكل ما في الأمر أنني دُعيت لحضور مناسبة فنية بالمركز الكاثوليكي للسينما من صديقي المقرب الأب بطرس دانيال، وأثناء الاحتفالية التقطت لنا الكثير من الصور وانتشرت على الانترنت، وكان تعليق المتشددين على الصورة «ربنا يحشرك معاها»، وكأنهم يعتقدون أن كل أهل الفن في النار وأنهم في الجنة، وهم بذلك يتألهون على الله عز وجل، ويقومون مقام الله في حساب البشر على أفعالهم وينصبون من أنفسهم حكام على الناس في الأرض، وهذا لا يجوز أن يصدر من رجال دين. وكان ردي على هؤلاء «ربنا يحشرني معاها عساها تكون من أهل الجنة فأفوز بها ولا أدري أكون من أهل الجنة أم النار».
ومنذ أن قلت ذلك راجت الشائعات أني أحبها أو بيننا تعلق عاطفي، ولكن هذه مجرد شائعات. ولكني أدعم الفن على طول الخط، لأن الحضارة تقوم على رعاية ثلات أضلاع متصلة ببعضها البعض وهي العلوم والآداب والفنون، وأنا أدعم الإبداع في الثلاثة.
أبحت العري والمشاهد الساخنة بالأعمال الفنية.. ما أسانيدك؟
من قال هذا؟.. أساءوا تفسير كلماتي فأنا ضد الإباحية والعري على طول الخط، وأرفض وجود الإسفاف والابتزال، ولكني لست ضد الفن الهادف، والمشاهد الإباحية والعري قد تكون موظفة لخدمة العمل الفني ككل وهي بغرض التمثيل وليست موضوعة لأجل الإباحية البحتة أو لمجرد ظهور العري، وهي موضوعة بشكل فني، وبالتالي لا يجب أن تحرم عملا فنيا أو ابداعيا وترفضه على مجمله لمجرد وجود مشاهد ساخنة أو عري، لأن مجمله هادف، وكثير من الأعمال الفنية يراها شيوخ أنها تحوي خروج على الدين وإسفاف وتبرج وتخالف الشرع، وبالتالي فلابد من إحلال العمل الفني إجمالاً، دون الحكم على كل تفصيلة على حدة، ويجب على رجال الدين ترك تقييم الأعمال الفنية للنقاد وليس للشيوخ أو القساوسة لأنه ليس تخصصهم أو عملهم ولا يفهمون فيه، والفن مرأة للواقع والسينما والفن انعكاس لما يموج بالمجتمعات من تغيرات.
هل تطبق الآراء الممنوعة لدى سائر السلفية على أبنائك؟
انا لن أمنع ابنتي من الرقص مثلا لو أرادت ذلك لأن الله من سيحاسبها على أفعالها، ولي عليها النصيحة والإرشاد وليس المنع أو التحريم، ولست رقيبا على أبنائي لأقهرهم بل لأوجههم، ونحن في زمن المناعة والمنح وليس المنع والتكبيل، وبالتالي فانا انصح ولا اضرب كما يفعل السلفيين والمغاليين، ولأني رجل دين وطبيب نفسي في نفس الوقت أرى أن المنع والتكبيل له عواقب وخيمة على القرارات والنفسية الانسانية في المستقبل، وانا ضد الاستبداد الفكري والتخلف العقدي على طول الخط لأنهما ليسوا طريقا قويما للتربية، ووقتها سأوجهها أن تمارس الرقص أمام صديقاتها وليس امام الرجال الغرباء عليها وسانصحها بعدم التعري لأنه حرام شرعا، ولكن لها أن تمارس الرقص وكل حرياتها دون شرط أو قيد.
كثر التكهنات والحديث عن الرئيس القادم، كما تكثر التوقعات بمجيئ المشير السيسي.. من المرشح الأوفر حظا في رأيك؟
قد يكون رأيي صادما للبعض.. فأنا لا أمل خيرًا يرجى من كبار السن، وفي المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة السابقة اخترت أصغر المرشحين سنًا وهو خالد علي، لأني أتوسم الخير في الشباب، وأملي في الشباب بعد الله كبير، وأرجو أن تكون قيادة مصر في المرحلة القادمة شبابية وقيادة جماعية وليست فردية، ويمكن للشباب أن يستعينوا بخبرات كبار السن كمستشارين، ولا يجب ان يكون الرئيس المصري ممن وصلوا لمرحلة تصلب الشرايين.
هل تقبل أن تولي مسيحي أو سيدة رئاسة مصر؟
ولم لا؟!.. أنا أخلتف مع التيار الإسلامي عمومًا في نظرتهم لشروط الحاكم، لأنهم يقرأون في كتب التراث الإسلامي القديمة عن شروط الحاكم الإسلامي والخليفة المسلم، وضرورة أن يكون قرشيًا ذكرًا مسلمًا عادلاً وكلها شروط تنافي شروط منصب الرئيس الأن، لأن الرئيس المصري لا مانع أن يكون إمرأة أو مسيحي لكونها دولة مدنية وليست دينية، ومنصب الرئيس يختلف عن مناصب أخرى كمنصب وزير الأوقاف أو شيخ الأزهر لابد أن يكون مسلمًا، والإسلام أو المسيحية شرط في بعض المناصب وليس في كلها وعلى رأسها منصب الرئيس.
بصفتك طبيبًا نفسيًا ما تحليلك لشخصية “مرسي” و”الشاطر” و”بديع”؟
كثير من رموز التيار الإسلامي لا يخلون من العقد النفسية والاضطرابات الفكرية، أمثال محمد مرسي ومحمد بديع وخيرت الشاطر، وكلما كان الشخص منهم قياديًا كلما زادت معه الاضطرابات النفسية والفكرية المصاحبة له وكلما كانت الاضطرابات أوضح للعيان، لأنهم يصابون بما يعرف بـ”متلازمة الغطرسة” وحب السلطة والسيطرة، والدكتور أحمد عكاشة استاذ الطب النفسي يرى أن الاضطرابات النفسية قد تصيب الشخص عندما يصبح مسئولا بعد 10 سنوات من وجوده بالمنصب، أما هم فمن الدهشة انهم أصيبوا بها في خلال شهور قليلة.
ما رأيك في الفتاوي التي تحرم تهنئة الأقباط في أعيادهم؟.. وكيف تتحقق المواطنة؟
عدم تهنئة الاقباط في أعيادهم ومناسبتهم الدينية نوع من عدم التقدير لشريك لك في الوطن وأخ لك في الارض والمجتمع، أما الفتاوي السلفية بتحريم تهنئتهم نوع من التخلف والتعصب، والسلفيون تأخذهم الظنون بأنهم بتهنئتهم يشاركونهم في معتقدهم ويوافقونهم عليه، وهو ليس إلا من باب البر والإحسان والمشاركة المجتمعية.
أما المواطنة فتتحقق بنزول المسيحيين والمسلمين للشارع سويا وكتفا بكتف في النهضة بمصر والتشارك في الأعياد والمناسبات والفاعليات الخاصة والعامة.
وعلى أية حال، السلفيون غالبهم يحسبون أنهم على صواب في كل شئ، ولا يدري أنه متشدد ومتعصب، لأنه ما سمع إلا من شيخه الذي يصدقه في كل ما يقول دون أن يراجعه أو يبحث فيما ينقله عنه، وبالتالي تجد كل السلفيين صرحاء ولو كانوا حمقي فتصدم بأرائهم وتخشاها، أما الإخوانيون فهم خبثاء يلفون ويدورون حول الأمور فيجذبون البعض حولهم وهم غير صادقون فيما يقولون، ويقولون أكثر مما يفعلون، وتسببوا في كوارث للوطن.
ما ردك على اتهاماتك بالعمالة لأمن الدولة والوشاية بأسماء قياديين إسلاميين في عهد “مبارك”؟
من يملك أدلة على عمالتي لأجهزة الأمن وخاصة مباحث أمن الدولة، فليقدمها للقضاء وأجهزة التحقيق، ومن كان يستطيع عدم التعاون مع مباحث أمن الدولة في النظام السابق، ولو لم أذهب لهم بشكل دوري بقدمي لحضروا لمنزلي وأخذوني قسرا، فكنت أذهب بإرادتي، ولكني لم أشي بأحد أو أبلغ عن أحد، ومن يملك دليل على غير لك ليكن شجاعًا ويظهره، ولو أن التردد على مكاتب أمن الدولة عمالة فكل مشايخ السلفية عملاء، وإلا فمن أين أتوا بتراخيص القنوات الفضائية التي تدر عليهم أموالا طائلة.
هل هناك أخطار تحيط بأهداف ثورة 25 يناير؟
الثورة لم تحقق شيئا حتى الآن، لا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية، والفضل للإخوان المسلمين من ركبوا الثورة واستولوا عليها “كالبيضة المقشرة” أما الرئيس الأسبق حسني مبارك فهو يحاكم، ويجب أن نثق بالقضاء العادل، وأدعو له بالرحمة في الدنيا والأخرة وأن يرزقه الله حسن الخاتمة، لأني من طبعي عدم الدعاء على أحد إلا بالخير وهو ما انتقدني فيه البعض أني كنت أدعو للرئيس السابق وحبيب العادلي على المنابر، وهذا الرجل مر خلال رئاسته لمصر بثلاث مراحل، أول عشر سنوات لم يكونوا كالثانية أو الثالثة، في أول مرحلة قدم لمصر الكثير واستكمل ما بدأه الرئيس الراحل أنور السادات، وفي المرحلة الثانية شهدت بعده عن الساحة السياسية وترك الأمر للمحيطين به، أما الثالثة والأخيرة فقد انفصل عقليا وصحيا عن إدارة البلاد، فقد سلم الأمر لزوجته سوزان ثابت وأبنه الأصغر “جمال”، وكان يجب أن يحدث التغيير من أول فترة رئاسية والا يكون هناك مدد رئاسية، ولكن سامحها الله فايدة كامل من أوصت الرئيس السادات عند وضع دستور 1971 بجعلها مدد رئاسية وليست مدة، وهو الامر الذي ورط الدولة وأوصلنا في اخر المطاف ليد الإخوان.
هل تقبل برجوع شفيق لمصر أو ترشحه للرئاسة مستقبلاً؟
لا أقبل أن يتولي أحمد شفيق رئاسة مصر أو أي من المحسوبين على النظام السابق، فكل أذناب النظام القديم ملوثون بقضايا وكوارث وهدر لمقدرات مصر، ويمكن أن نستعين بالمحسوبين على النظام السابق كخبراء والاستفادة منهم، ولكن دون أن يتبوءوا مناصب قيادية أو فاعلة، ويمكن التصالح مع رجالات مبارك في قضايا السرقة أو الاختلاس برد الأموال مرة ثانية إلى خزينة الدولة، أما قضايا الدم أو هتك العرض فلا تساهل أو تصالح فيها، وعلى الرغم من رفضي لوجود شفيق أو رجالات “حسني مبارك” على رأس السلطة مرة ثانية لأنه السقوط الحقيقي للثورة، إلا أن “شفيق” و”مبارك” أفضل عندي من الإخوان المسلمين وأقل سوءًا من كثير من الاسلاميين.
ما ردك على وصف السلفيين لك بـ”المتحول” والتهديد بقتلك؟
هناك من هددني بالقتل كثيرًا وتصلني رسائل شتى ولا التفت إليها، لأن كل بيد الله، ولا التفت إلى انتقادات او تصنيفاتهم لي وهناك الدكتور سعيد رسلان من وصفني بالقرد وأخر كفرني، وأنا لا التفت إلى متزمتين ومتشديين ومغاليين في أحكامهم، و”ربنا يهديهم”.
انتخابات مجلس الشعب قادمة، هل ستترشح فيها؟
لا أمارس العمل السياسي مطلقا، لأن السياسة لها أهلها والخبيرين بها، فأنا رجل دين ومجتمع في المقام الأول، ولم ولن أنضم لحزب سياسي معين لأن هذا يفقدني كرجل دين مصداقيتي ولا يصبح لكلمتي مقام عندما تتشتت وتتلون.