منتديات الطريقة العلية القادرية الرفاعية المحمدية الاسلامية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الطريقة العلية القادرية الرفاعية المحمدية الاسلامية

منتدى اسلامي الخاص بالتصوف الاسلامي في الطرق الصوفية الرفاعية و القادرية و نقشبدية واليدوية والدسوفية


    من حكم الشيخ احمد الرفاعي الكبير

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 256
    تاريخ التسجيل : 21/06/2009

    من حكم الشيخ احمد الرفاعي الكبير Empty من حكم الشيخ احمد الرفاعي الكبير

    مُساهمة من طرف Admin السبت مارس 26, 2011 10:06 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله
    والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



    - لا تعمل عمل أهل الغلو، فتعتقد العصمة في المشايخ أو تعتمد عليهم فيما بينك وبين الله، فإن الله غيور، لا يجب أن يدخل فيما آل إلى ذاته بينه وبين عبده أحداً.
    144- نعم هم أدلاء على الله، ووسائل إلى طريقه، يؤخذ عنهم حال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {رضي الله عنهم ورضوا عنه}. نتوسل إلى الله برضا الله عنهم، لا يخزي الله عباده الذين أحبهم، وهو أكرم الأكرمين .
    145- أترك الفضول وانقطع عن العمل بالرأي، وإذا أدركك زمان رأيت الناس فيه على ما قلناه، فاعتزل الناس، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك".
    146- تخلق بخلق نبيك، كن لين العريكة، حسن الخلق، عظيم الحلم، وفير العفو، صادق الحديث، سخي الكف، رقيق القلب، دائم البشر، كثير الاحتمال والإغضاء، صحيح التواضع، مراعيا للخلق، راعيا حق الصحبة، متواصل الأحزان، دائم الفكرة، كثير الذكر، طويل السكوت، صبوراً على المكاره، متكلا على الله، منتصراً بالله، محباً للفقراء والضعفاء، غضوبا لله إذا انتهكت محارم الله .
    147- كل ما وجدت، ولا تتكلف لما فقدت ولا تأكل متكئا والبس خشن الثياب كي يقتدي بك الأغنياء، ولا تحزن لجديد ثيابك قلوب الفقراء، وتختم بالعقيق، ونم على فراش حشي بالليف، أو على الحصير، أو على الأرض، قائما بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، في الحركات والسكنات، والأفعال، والأقوال والأحوال.
    148- حسن الحسن، وقبح القبيح، ولا تجلس ولا تقم إلا على ذكر، وليكن مجلسك مجلس حلم وعلم، وتقوى وحياء وأمانة، وجليسك الفقير، ومؤاكلك المسكين.
    149- ولا تكن صخابا ولا فحاشا ولا تذم أحداً ولا تتكلم إلا فيما ترجو ثوابه، وأعط كل جليس لك نصيبه، ولا تدخر عن الناس برك.
    150- واحذر الناس، واحترس منهم، ولا تطو عن أحد منهم بِشْرك، ولا تشافه أحد بما يكره
    151- وصن لسانك وسماعك عن الكلام القبيح، ولا تنهر الخادم، ولا ترد من سألك حاجة إلا بها، أو بما يسر من القول.
    152- وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما، ما لم يكن مأثما.
    153- وأجب دعوة الداع وتفقد أصحابك وإخوانك واعف عمن ظلمك، ولا تقابل على السيئة بالسيئة، وقم الليل باكيا في الباب، وطب بالله وحده، وكفى بالله وليا.
    154- قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه:
    من شهد في نفسه الضعف: نال الاستقامة .
    وقال: أركان المروءة أربعة: حسن الخلق، والتواضع، والسخاء، ومخالفة النفس.
    وقال: التواضع يورث المحبة، والقناعة تورث الراحة .
    وقال: الكيس العاقل: الفطن المتغافل.
    وقال: إنما العلم ما نفع.
    155- فاشهد نفسك بالضعف والفقر تستقم، وشيد أركان المروءة تحسب من أهلها، وتواضع واقنع تصر محبوبا مستريحا، وتغافل تكن كيسا.
    156- وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلت على ربك فإن الدنيا خيال، وكلها زوال، والله محول الأحوال.
    يا أيها المعدود أنفاسه *** لا بد يوما أن يتم العدد
    لا بد من يوم بلا ليله *** وليلة تأتي بلا يوم غد
    157- إن الله طوى أولياءه في برد ستره تحت قبابه، وحجبهم عن غيره، لا يعرفهم إلا هو، وهذا إلزام بحسن الظن في الخلق، فإياك وسوء الظن بأحد، إلا إذا قامت لك عليه حجة شرعية، فراع شرع الله من دون انتصار إلى نفسك، آخذا بالإخلاص، متجرداً من غرض نفسك ومرض قلبك، وقبح ما قبحه الشرع، وحسن ما حسنه الشرع، ولا يكن قولك وفعلك إلا لله .
    158- وإذا لم تقم لك حجة شرعية على الرجل لا تأخذ الخلق أو تؤاخذهم بالشبهات، عليك بحسن الظن، فإن لله مع الخلق مضمرات أسرار يغار عليها، لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.
    159- {ولكل وجهة هو موليها} فلتكن وجهتك المحجة البيضاء، شريعة سيد الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه: {وكفى بربك هادياً ونصيراً{
    160- أبى العقل إلا إعقال ما بلغه بواسطة الفهم، وأبى القلب إلا الترقي إلى ما فوق الفهم، فاجعل همتك قلبية، وحكمتك عقلية تفلح.
    161- في الكف عرق متصل بالقلب، إذا أخذ به شيء من الدنيا تسري آفتها إلى القلب ! وهذه آفة عظيمة مخفية، لا يطلع عليه الخلائق.
    162- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حب الدنيا رأس كل خطيئة", ازهد في الدنيا، وتباعد عن لذائذها .
    163- وإياك ونوم الليل كالدابة، فإن لله في الليل تجليات ونفحات، يغتنمها أهل القيام، ويحرم ثمرتها أهل التلذذ بالمنام.
    164- قل للمغرور بأمنه، المتلذذ بنومه، المشغول القلب عن ربه:
    يا نؤوم الليل في لذته *** إن هذا النوم رهن بسهر
    ليس ينساك وإن نسيته *** طالع الدهر وتصريف الغير
    إن ذا الدهر سريع مكره *** إن علا حط، وإن أوفى غدر
    أوثق الناس به في أمنه *** خائف يقرع أبواب الحـذر
    165- المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقين، وحق اليقين، فمن حماه الله من البعد والغفلة، وتقرب إلى الله بعلم اليقين وحق اليقين – بمعنى: "أعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" فقد دخل حضرة الشهود وهي هذه لا غير، وإلا فالمشاهدة لغة لا تصح لمخلوق في هذه الدار. وحسبك قصة موسى عليه السلام.
    166- حضرة المشاهدة لغة ومعنى، حضر اختص بها صاحب قوسين، بالقلب والعين، والاختلاف فيها معلوم، واختصاصه بها عند أهل الله مجزوم.
    167- فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيه، تحسب من أهل تلك الحضرة، بنص: " لا يزال عبدي يتقرب إليه بالنوافل" الحديث.
    168- هدى الله هو الهدى، وكفى بالله وليا.
    169- من تمشيخ عليك تتلمذ له، ومن مد لك يده لتقبلها فقبل رجلة، وكن آخر شعرة في الذنب، فإن الضربة أول ما تقع في الرأس !
    170- إذا بغى عليك ظالم، وانقطعت حيلتك عن دفاعه، فاعلم أنك حينئذ وصلت بطبعك إلى صحة الالتجاء إلى الله تعالى، فاصرف وجهة قلبك عن غيره واسقط مرادك في بابه، واترك الأمر إليه تنصرف إليك مادة المدد، فتفعل لك ما لا يخطر ببالك، وهذا سر التسليم وصدق الالتجاء إلى الله .
    171- وإن ارتفعت همتك إلى الرضا بالقدر، كما وقع للأمام موسى الكاظم، سلام الله عليه ورضوانه حين اعتقله الرشيد – غفر الله له – وحمله من المدينة إلى بغداد مقيداً، وحبسه، فبقى في حبسه، فلم يفرج عنه حتى مات رضي الله عنه، وأخرج ميتا مسموما، وقيده فيه، وما انحرف عن قبلة الرضا حتى مات راضيا عن الله .فتلك مرتبة الفوز العظيم التي درجت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
    172- وقد اندرج أئمة أهل البيت – عليهم سلام الله ورضوانه – على الرضا الخالص، مع قوة الكرامة ورفعة القدر عند الله.
    173- فقد صح أن عبد الملك بن مروان الأموي حمل الإمام علياً زين العابدين سلام الله عليه ورضوانه – من المدينة مقيداً مغلولا في أثقل قيود وأغلظ أغلال! فدخل عليه الزهري – رحمه الله – يودعه، فبكى، وقال: وددت أني مكانك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    فقال: تطن أن ذلك يكربني؟ لو شئت لما كان، وإنه ليذكرني عذاب الله تعالى، ثم أخرج يديه ورجليه من القيد ثم أعادها، فعلم الزهري - رحمه الله – أن الإمام حل منزلة الرضا، ووصل مقام التسليم المحض، ودخل حضرة الفوز العظيم، فطاب صدره، وسلا حزنه .
    174- فزن نفسك، فإن قدرت على المرتبة العليا- وهي رتبة الرضا – فافعل، وإلا فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي مرتبة صدق الالتجاء إلى الله مع قطع النظر عن تدبيرك، وحولك وقوتك، وكلك وجزئك، وهو تعالى يفعل بك بنصره وقدرته فوق إرادتك وتدبيرك: {وكفى بالله نصيراً}.
    175- إذا هرعت إلى الله، والتجأت إليه، فاجعل وسيلتك حبيبة صلى الله عليه وسلم تسليماً، وأكثر من الصلاة والسلام عليه مهما أمكنك، وقف في باب الله بالعمل بسنته عليه الصلاة والسلام، واسأل الله سبحانه معتمداً عليه تعالى، مستعينا به متوكلاً عليه .
    176- وإذا أغلقت عليك الأبواب، فترقب من الفتاح فتح الباب، فما سد الخلق طريقا إلا فتحه الخالق، انفراداً بربويته، وتعززاً بألوهيته، فلا تقنط من رحمته، ولا تيأس من روحه، وعليك به {وكفى بالله وليا}.
    177- التوفيق في جميع الأحوال إنما هو من الله سبحانه وتعالى.
    178- دع هم الحسود، فهمه بك فوق همك به، خل جانب الأحمق فكدرك به فوق كدره بنفسه!
    179- لازم مجالس العقلاء، وخذ الحكمة أين رأيتها، فإن العاقل يأخذ الحكمة لا يبالي على أي حائط كتبت وعن أي رجل نقلت، ومن أي كافر سمعت
    180- هذه الدنيا خلقت للعبرة، والعبرة بكل ما فيها عقل، فخذ بقوة عقلك العبرة من كل مأخذ، واصرف نظرك عن محلها .
    181- إياك والتقرب من أهل الدنيا، فإن التقرب منهم يقسي القلب، والتواضع لهم موجب لغضب الرب، وتعظيمهم يزيد في الذنوب.
    182- اتخذ الفقراء أصحابا وأحبابا، وعظمهم، وكن مشغولا بخدمتهم، وإذا جاءك واحد منهم فانتصب له على أقدامك وتذلل له.
    183- وإذا وقعت خدمتك لدى الفقراء موقع القبول فاسألهم الدعاء الصالح، واجتهد أن تعمر لك مقاما في قلوبهم، فإن قلوب الفقراء مواطن الرحمة، ومواقع النظرالقدسي، وصف خاطرك من الرعونات البشرية.
    184- ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق، فداره حتى يعطيك حقك، أو إلى أن تعطيه حقه، وإن قدرت فسامح من لك عليه حق يعوض الله عليك .
    185- وكن مع الخلق بالأدب، فإنه أدب مع الخالق.
    186- تب بكليتك من رؤية نفسك، ونسبك، وأهلك، فإن "من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه".
    187- قم بصلة رحم رسول صلى الله عليه وسلم، عظم ذوي قرابته، فإن طوق منته في أعناقنا، قال تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}.
    188- صحح الحب لجميع أصحابه رضوان الله وسلامه عليهم، فإنهم مصابيح الهدى، ونجوم الإقتداء، قال عليه الصلاة والسلام: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
    189- خف الله، خف الله "رأس الحكمة مخافة الله". عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير هذه نصيحتي لك .
    190- أي أخي، أخذتني سكرة التعليم إلا أني جربت الزمان وأهله، وعاركت النفس، وخدمت الشرع، وانتفعت بصحبة أهل الصفا. فاقبل نصيحتي، فإنه إن شاء الله نشأت بإخلاص عن حب لك. رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
    191- أي عبد السميع، اعمل بنصيحتي ولا ترني رجلا إن قال لك قائل: إن في مملكة الرحمن مخلوقا هو أضعف من هذا اللاشيء أحيمد فلا تصدقه، بل أقول: يسر الله عليّ وعليك الطريق، وجعلنا وإياك والمسلمين من المصطفين الأخيار والمخلصين الأبرار، أحباب الله ورسوله {وكفى بالله وليا} والحمد لله رب العالمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 7:59 pm