[center]بسم الله الرحمن الرحيم
صلوات ربي على رسوله و حبيبة محمد وعلى اله و صحبة اجمعين
مدرسة الأولياء هي الأخلاق
"كلمة لا بد لنا من الغوص في كنهها وأعماقها لنسبر في عالم معانيها التي سعى جاهدا إليها أهل السلف الصالح علماء ودعاة ومربين لتأطير مفاهيمها وتجسيد حالتها ، فرأينا من أسس لها مدارس وجعل الزهد رأسها ، ورأينا من أفاض فيها علما وأرسى لها قواعد وجعل اليقين أساسها ،
ورأينا من تطاول في الفكر فيها والبعد وجعل الكلام أساسها ،
ومنهم من جمع ودقق وأوعى وصحح وأرسى قواعد للأخلاق وبوتقها في مدارس فغطى بذلك كل مدارج التزكية للنفس الإنسانية وأدار الخير إلى رحاها وهذا المنهج الذي انتهجه أئمة التربية والمدارس الأخلاقية وأطلقت المدارس والآليات باسمهم كمدرسة الإمام الرفاعي الأخلاقية والإمام الجيلاني والإمام البدوي والإمام الدسوقي وكل من سار بمسارهم .
واعلم رعاك الله أن الأئمة كلهم براء مما ينسب إليهم من أقوال وشطح ومغالاة وهم منها براء ، فكلهم ملتزمون بالشرع مذهبا على مذاهب الأئمة الأربعة ( أبوحنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل ) فالإمام الرفاعي شافعي المذهب والإمام الجيلاني حنبلي المذهب وهذا إن دل فإنما يدل على ان التصوف مدرسة أخلاقية وليست مذهبا متبعا ولا عصبيا ، بل هو مدرسة للتحلية الأخلاقية وهو فاكهة تلذذ في مراتب الإحسان للتقرب إلى الله عز وجل . وهنا لا بد من الإشارة إلى قول الإمام مالك رضي الله عنه : من تصوف ولم يفقه فقد تزندق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف وتفقه فقد تحقق ، والمعلوم الأهم لدينا أن مدرسة الإمام الرفاعي رضي الله عنه هي طريق الأخلاق والمعاملة المنبعثة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " أقربكم مني مجلسا يوما القيامة أحاسنكم أخلاقا " ، وقد امتدح الله عز وجل عبده ومصطفاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، فالمتبحر في علم مدرسة الأخلاق يرى أن الهدف الأسمى والأعلى من وراء الانتساب إلى هذه المدرسة العظيمة هي الوصول إلى الاقتداء بخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم وذلك بالتمسك بالكتاب الكريم وما حواه لقول السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها : " كان خلقه القرآن " ، وحثت هذه المدرسة الأخلاقية العظيمة على احترام كل ذوي شيبة وهيئة وكذلك على التعامل المتكامل في أمور الحياة بمفهومية الأخلاق وشموليتها ، والعلم أن مدرسة الإمام الرفاعي رضي الله عنها منبثقة كل الانبثاق عن الأخلاق في التعامل مع الخلق من بشر وحيوان وجماد وقد دلت الروايات على ذلك خير دلالة . وربط إمامنا المجدد الإمام الرواس رضي الله عنه هذا المفهوم وأكده حتى في طريقة التعامل مع الله عزوجل ، فأهم خصال هذه المدرسة من هذا المفهوم هي الرضا في التعامل مع الله عز وجل ، فالقلب الراضي والطبيعي هو القلب المتخلق بأخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،
والله ولي التوفيق . "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء وتستغفر له الحيتان في البحر إلى يوم القيامة "
صلوات ربي على رسوله و حبيبة محمد وعلى اله و صحبة اجمعين
مدرسة الأولياء هي الأخلاق
"كلمة لا بد لنا من الغوص في كنهها وأعماقها لنسبر في عالم معانيها التي سعى جاهدا إليها أهل السلف الصالح علماء ودعاة ومربين لتأطير مفاهيمها وتجسيد حالتها ، فرأينا من أسس لها مدارس وجعل الزهد رأسها ، ورأينا من أفاض فيها علما وأرسى لها قواعد وجعل اليقين أساسها ،
ورأينا من تطاول في الفكر فيها والبعد وجعل الكلام أساسها ،
ومنهم من جمع ودقق وأوعى وصحح وأرسى قواعد للأخلاق وبوتقها في مدارس فغطى بذلك كل مدارج التزكية للنفس الإنسانية وأدار الخير إلى رحاها وهذا المنهج الذي انتهجه أئمة التربية والمدارس الأخلاقية وأطلقت المدارس والآليات باسمهم كمدرسة الإمام الرفاعي الأخلاقية والإمام الجيلاني والإمام البدوي والإمام الدسوقي وكل من سار بمسارهم .
واعلم رعاك الله أن الأئمة كلهم براء مما ينسب إليهم من أقوال وشطح ومغالاة وهم منها براء ، فكلهم ملتزمون بالشرع مذهبا على مذاهب الأئمة الأربعة ( أبوحنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل ) فالإمام الرفاعي شافعي المذهب والإمام الجيلاني حنبلي المذهب وهذا إن دل فإنما يدل على ان التصوف مدرسة أخلاقية وليست مذهبا متبعا ولا عصبيا ، بل هو مدرسة للتحلية الأخلاقية وهو فاكهة تلذذ في مراتب الإحسان للتقرب إلى الله عز وجل . وهنا لا بد من الإشارة إلى قول الإمام مالك رضي الله عنه : من تصوف ولم يفقه فقد تزندق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف وتفقه فقد تحقق ، والمعلوم الأهم لدينا أن مدرسة الإمام الرفاعي رضي الله عنه هي طريق الأخلاق والمعاملة المنبعثة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " أقربكم مني مجلسا يوما القيامة أحاسنكم أخلاقا " ، وقد امتدح الله عز وجل عبده ومصطفاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، فالمتبحر في علم مدرسة الأخلاق يرى أن الهدف الأسمى والأعلى من وراء الانتساب إلى هذه المدرسة العظيمة هي الوصول إلى الاقتداء بخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم وذلك بالتمسك بالكتاب الكريم وما حواه لقول السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها : " كان خلقه القرآن " ، وحثت هذه المدرسة الأخلاقية العظيمة على احترام كل ذوي شيبة وهيئة وكذلك على التعامل المتكامل في أمور الحياة بمفهومية الأخلاق وشموليتها ، والعلم أن مدرسة الإمام الرفاعي رضي الله عنها منبثقة كل الانبثاق عن الأخلاق في التعامل مع الخلق من بشر وحيوان وجماد وقد دلت الروايات على ذلك خير دلالة . وربط إمامنا المجدد الإمام الرواس رضي الله عنه هذا المفهوم وأكده حتى في طريقة التعامل مع الله عزوجل ، فأهم خصال هذه المدرسة من هذا المفهوم هي الرضا في التعامل مع الله عز وجل ، فالقلب الراضي والطبيعي هو القلب المتخلق بأخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،
والله ولي التوفيق . "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء وتستغفر له الحيتان في البحر إلى يوم القيامة "