مكتب رسالة الأزهر

ندوة (خريطة العلوم الشرعية)

ندوة (دوائر العلوم الشرعية -ما لا يسع طالب العلم جهله) التي أقيمت تحت رعاية مدرسة شيخ العامود في ساقية الصاوي بالزمالك بتاريخ 5-11-2012م
وقد أشار فضيلة الشيخ إلى عدة محاور:
العلوم الشرعية كيف نتعرف عليها؟
وكيف نتعلمها؟
وأين؟
وما هي العلوم التي لا يجوز جهلها؟
وما آداب طالب العلم؟
وكيف نطلب العلم؟
محاضرة خريطة العلوم الشرعية

فاعليات الندوة الرابعة لمكتب رسالة الأزهر
الآن يمكنكم قراءة وتحميل فاعليات الندوة الرابعة لمكتب رسالة الأزهر
والتي تم عقدها يوم الاثنين 27 من ذي الحجة 1433هـ، الموافق 12 نوفمبر 2012م على صفحة مكتب رسالة على الفيس بوك
بمشاركة:
صاحب الفضيلة العلامة المتكلم الدكتور
عبد الفتاح بركة
عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية
وفضيلة الشيخ
أسامة السيد الأزهري
المشرف على مكتب رسالة الأزهر
الندوة الرابعة

فيديو المجلس الحديثي لقراءة الحديث المسلسل بيوم العيد

تهنئة العام الهجري الجديد

يسر إخوانكم في مكتب رسالة الأزهر أن يتقدموا للأمة الإسلامية بخالص التهنئة بمناسبة حلول عام هجري جديد


سائلين المولى عز وجل أن يجعله فاتحة خير علينا وعلى جميع المسلمين وأن يهله علينا بالأمن والأمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحبه ربنا ويرضاه


اللهم اشملنا فيه بالفرج العاجل، واللطف الشامل، وجميع المسلمين.


اللهم ابسط فيه يارب بساط رحمتك الخاصة على عبادك أجمعين، رحمة يذهب بها القحط والقنط والهم،


وأبق يا رب أعوامنا المستقـبلة في مسرات وأفراح وسرور وانشراح نلتقط من تـلك الأوقات صفو عيشها ونعيم أنسها.


اللهم عجل بالفرج واللطف على المسلمين في بلاد الشام، وفي بورما، وفي ليبيا، وفي مالي، وفي فلسطين، وفي مشارق الأرض ومغاربها، واحقن دمائهم، وأنزل السكينة عليهم، والطف بهم، واسْلُلْ سخيمة قلوبهم، وانزع وَحَرَ نفوسهم، وأخرجهم من كروبهم وحروبهم، واحفظهم بحفظك، وكف أيدي الأمم عنهم، واجعلنا من أرحم الأمة بالأمة، ومن أنفع الأمة للأمة، ومن أهدى الأمة للأمة، ومن أبرك الأمة على الأمة، وعجل لنا ولهم بالخير واللطف والسداد والرَشَدِ والرحمة.


اللهم احفظ الأزهر الشريف من كل سوء وشر، وكيد ومكر، وارفع مناره، وأَعْلِ مقداره، واحفظه بحفظك الجميل، وأذهب عنه الظلمات والأنكاد والأحقاد، وأمِدّه بشريف الإمداد، كرامة لشيوخه ورجاله وأئمته: نور الدين الأجهوري، والدمنهوري، والبرهان الباجوري، والأمير، وشهاب الدين الدردير، والعطار، والنور العدوي، والمرتضى الزبيدي، والفضالي، والقويسني، والقطب الحفني، والصبان، والملوي، والبرهان السقا، والعروسي، والشهاب الدمهوجي، والمهدي العباسي، والشمس الأنبابي، ودراز، وعبد الحليم محمود، والشعراوي، وإسماعيل صادق العدوي، ومحمد زكي الدين إبراهيم، وصالح الجعفري، وسابقيهم ولاحقيهم، وسلاسل أخذهم وتلقيهم، ولا حول ولا قوة إلا بك.

اللهم الطف بأهل غزة، وفرج عنهم، واحقن دمائهم، واجبر كسرهم، وأنزل السكينة عليهم، واشملهم بحفظك، وكن بلطفك وغوثك للمظلومين والمنكوبين، والمشردين، واقهر بسطوتك وقهرك من اعتدى عليهم، اللهم إنه قد قل النصير، واشتدت الفاقة، وعظم الخطب، وأريقت الدماء الطاهرة، وابتلي المؤمنون وزُلزِلوا زلزالا شديدا، فعجل بلطفك ونصرك، وحرر المسجد الأقصى وأرض فلسطين كاملة، ولا حول ولا قوة إلا بك

إجابات مكتب رسالة الأزهر على الأسئلة التي وردت إلينا
ونحيطكم علما بأن أسئلتكم محل اهتمام ورعاية المكتب وسنجيب علىها تباعا.
سؤال يقول: (السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أريد معرفة مدى صحة الحديث الشريف ( من سمع المنادى فلم يمنعه من اتباعه عذر قالوا و ما العذر قال خوف او مرض لم تقبل من الصلاه التى صلى ) سنن ابو داود روى عن مغراء بن اسحق هل هذا الحديث صحيح ؟ و يعمل به
و حديث أخر ( ...
من سمع النداء فلم يأته فلا صلا له الا من عذر ) سنن بن ماجه أظن انه صحيح أريد اجابه و شكراً)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبا بك، أما حديث ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر)، فقد رواه ابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
وأما رواية أبي داود: (من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر قالوا وما العذر قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى)، فإنه ضعيف، لأن في إسناده أبا جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، ضعفه النسائي والدار قطني، وقال ابن معين: (صدوق يدلس)، وهو قد عنعن في هذا الحديث، ورواه بقي بن مخلد وابن ماجة وابن حبان والدارقطني والحاكم عن عبد الحميد بن بيان عن هشيم عن شعبة بلفظ من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر مرفوعا هكذا وإسناده صحيح لكن قال الحاكم وقفه غندر وأكثر أصحاب شعبة ثم أخرج له شواهد منها عن أبي موسى الأشعري وهو من طريق أبى بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي بردة عنه بلفظ من سمع النداء فارغا صحيحا فلم يجب فلا صلاة له ورواه البزار من طريق قيس بن الربيع عن أبي حصين أيضا ورواه من طريق سماك عن أبي بردة عن أبيه موقوفا وقال البيهقي الموقوف أصح ورواه العقيلي في الضعفاء من حديث جابر وضعفه ورواه بن عدي من حديث أبي هريرة وضعفه، والحديث الثابت في هذا الباب: ما رواه مسلم والنسائي وابن ماجه من حديث بن عمر وغيره مرفوعا: (لينتهين أقوام عن ودعهم "أي تركهم" الجماعة أو ليختمن الله على قلوبهم).

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته انا فتاة من المغرب . نعاني نحن الشباب في بلدي من ضعف الخطاب الديني الدي يستطيع ان يصل الى وجداني وروحي ومن هنا فلي عدة اسئلة لا استطيع ان اجد اجابات على الاقل مقنعة. انا كفتاة اتسائل عن حقوقي في ديانتي هل انا مصانة ام مهانة ادا اخدنا بعين الاعتبار ان القرءان ينص انا للرجل الحق في ضرب المرءة و تعدد الزوجات وفوق هدا كله فالمرءة غير متساوية مع الرجل في الارت "للذكر حظ الانتيين". فما الاعجاز التشريعي من هنا
حفظك الله ورعاك: ليس للرجل حق أبدا في ضرب المرأة إلا في حالة استثنائية ضيقة جدا، من النزاع وتمرد المرأة على زوجها، والضرب المذكور محدد بصفات رفيقة جدا، والأصل في العلاقة الزوجية قوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله)، وليس للرجل أدنى حق في تعدد الزوجات إذا كان يخشى عدم العدل بين زوجاته، والمرأة تزيد على الرجل في الميراث في أحوال، وترث هي دون الرجل في أحوال، وتتساوى مع الرجل في أحوال، ويزيد عليها الرجل في أحوال، وأي دارس لعلم المواريث يرى هذا بوضوح شديد، وقد جاء الشرع بأكمل الرفق والألفة، خصوصا بين الزوجين، وحقوق المرأة في الإسلام في غاية الرقي، ومن خالف ذلك وظلم وأساء إلى زوجته فحسابه عند ربه، واقرأو كتاب: (تحرير المرأة في عصر الرسالة) لعبد الحليم أبو شقة فإنه مفيد جدا، ولك خالص الدعاء بالتوفيق

انا عندى سوأل و احتاج لرد سريع و عاجل .عندما ارى تقديس اصدقائى للصحابة و اعتبارهم الهة صغيرة لا يجوز انتقادهم بأى كلمة اشعر باستغراب شديد لأن الصحابة كلهم تقريبا قد ماتوا مقتولين على ايدى بعضهم البعض فى معارك الفتنة الكبرى .فكيف نقدسهم و نعتبرهم اكمل الناس بعد الانبياء و هم قد قتلوا بعضهم البعض
سوال اخر هناك حديث فى صحيح البخارى يقوا ان ادم كان طوله 60 زراع اى 30متر اى ارتفاع عمارة من 10 طوابق .
طبعا هذا كلام غير علمى و غير منطقى و لا يوجد اى دليل حفرى يثبت هذا الكلام ؟؟
حفظك الله ورعاك: أما تقديس الصحابة (كأنهم آلهة صغيرة) فمن قدسهم حتى جعلهم كالآلهة فهو مخطيء طبعا خطأ كبيرا، لكن الذي استقر عليه البحث العلمي، واستفاض به التاريخ، ونقل نقلا صحيحا بالأسانيد الثابتة أنهم رضي الله تعالى عنهم كانوا على أتم حال من التصديق والإيمان والفهم عن الله، وقد اجتهدوا في حمل الدين، وخدمة العلم، والمنقول عنهم من الفضائل والمكرمات شيئ مستفيض وواسع جدا، وما جرى بين بعضهم من شجار ونزاع فبعضهم فيه مصيب وبعضهم فيه مخطيء، والمخطيء منهم مجتهد في وجهة نظره، ونحن نجل الجميع، لأنهم لم يكن الواحد منهم يميل إلى وجهة نظره عن هوى أو تطلع إلى دنيا، بل كان يجتهد في إقامة الموازين العلمية الشرعية، التي يختار بها موقفا، يتفق أو يختلف مع وجهة نظر أخيه، وذلك لشيوع جو الإيمان والربانية وخدمة الدين في زمانهم، فليس من الصواب تحليل مواقفهم على ضوء المألوف الآن في أزماننا هذه من وقوع الاختلاف بسبب الأطماع والأهواء والدنيوية المحضة، أما حديث خلق آدم وطوله في ستون ذراعا، فهي الصفة الأصلية التي خلقه الله تعالى بها في السماء، وليست هي الصفة التي استقر وعاش بها في الأرض، ولا نعلم مقدار التغير الخلقي الذي هيأ الله تعالى به خلقة آدم عند انتقاله من عالم إلى عالم، والله تعالى يخلق ما يشاء، ولذلك فإن نص الحديث: (طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب، فسلم على أولئك، نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك)، فهذه حالته عندما كان يخالط الملائكة، في السماء، وبحوث التاريخ الطبيعي التي تبحث في الحفريات، والتي انتهت إلى إنسان نايندرتال، وإلى حفرية لوسي، وغير ذلك من الهياكل العظمية التي ترجع إلى مئات الألوف من السنين بحوث مهمة جدا، ونحن نتابعها باهتمام، ونرصد الجديد من البحوث في هذا المجال، بل لقد سبق الحافظ ابن حجر المتوفى سنة 852هـ أي من نحو ستة قرون إلى الاعتماد على ما يشبه علم الحفريات حينئذ في محاولة فهم الحديث، فقال في: (فتح الباري)6/367/: (ويُشكل على هذا ما يوجد الآن من آثار الأمم السالفة، كديار ثمود؛ فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة الطول على حسب ما يقتضيه الترتيب السابق، ولا شك أن عهدهم قديم، وأن الزمان الذي بينهم وبين آدم دون الزمان الذي بينهم وبين أول هذه الأمة، ولم يظهر لي إلى الآن ما يزيل هذا الإشكال)، فانظر إلى هذا الإنصاف من علماء المسلمين، والذي وفقنا الله تعالى إليه، مما يزيل هذا الإشكال، هو المعنى الذي ذكرته لك، من اختلاف الهيئة التي خلق الله تعالى آدم عليها في السماء، عن الهيئة التي عاش بها في الأرض، نظرا لاختلاف طبيعة العالمَيْن.

(حالة من (اللغفنة) يعيشها الكثير ومنهم (العبد لله) من الوضع السياسي الراهن ! فأنت محتار بين مرجعيتك الاسلامية والتي يقود اتجاهها مجموعة من الهواة علي المتاجرين أو المتشددين علي المنفرين أو المحترمين لكن منعزلين - وبين الاتجاه الليبرالي والذي يفتح بابا واسعا لما يخالف الشريعة الاسلامية كالاقتراض الربوي وحريات المفاسد والاعتقاد في أديان غير سماوية....الخ - لكن يقود هذا الاتجاه مجموعة من المحترفين والادارجية والمتخصصين واصحاب الخبرات الفذة و الغريبة ان بعضهم ليس ضد التيار الاسلامي ولكن التيارات الاسلامية لم ترد الاستفادة بهم فقط لانهم بدون لحية او شاكين في ولائهم لمجرد جهلهم بهم وبالتالي خسرت جهودهم الحكومة ثم الشعب.......فماذا أفعل
حفظك الله وأخذ بيدك: نحن في مأزق حضاري معقد، وعلوم الحياة عندنا متأخرة، لأننا توقفنا منذ زمن عن صناعة العلوم الاجتماعية، والعلوم السياسية، وعلوم الاقتصاد وفق مصادرنا وهويتنا، فنشأ من ذلك أننا نأخذ علوما ونظما مبنية على أصول وأيديولوجيات تنحي الغيب تماما، ثم نقتطع نتائج تلك العلوم ونركبها على حضارتنا وشعبنا الذي له هوية ومصادر خاصة، فينشأ ارتباك كبير، والقائمون بالأسلمة عندنا يتعاملون معها بصورة شديدة السطحية، حيث يأخذون تلك النتائج والعلوم وهي مفعمة بأصول غريبة عنا، ثم يركبون لها بعض الآيات والأحاديث، فيجعلونها إسلامية المظهر، بينما تروسها وماكيناتها وآلاتها الفكرية تدور على نحو مختلف عن طريقة التفكير التي صنعها الشرع بعلومه ومقاصده وغاياته، ونحن في الحقيقة في حاجة إلى صناعة ثقيلة في العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارية، تعيد صناعة تلك العلوم بما يستوعب ويتلائم مع هويتنا، وهذا يرجع إلى تنمية البحث العلمي عندنا، والبحث العلمي عندنا فقير جدا جدا

السلام عليكم، هل هناك حقاً ما يسمى بالسحر والأعمال وربط وما شبه؟ واذا كان هذا حقيقى، فكيف التعامل مع هذه الحالة؟ أرجو الرد ضرورى فسوف تفيدنى وتفيد غيري أرى كثير يتخبطون مع دجاليين بسبب هذه المعتقدات
حفظك الله من كل شر وسوء: نعم السحر موجود، والتعامل معه بعدد من الأوراد والأذكار النبوية التي تحفظ الإنسان، ونحذر تماما من الانجراف إلى الدجالين والمشعوذين، وهناك دعاء جليل لشيخنا الشيخ الشعراوي، نوصي بالمحافظة عليه، وهو قوله: (اللهم إنك أقدرت بعض خلقك على السحر والشر، ولكنك احتفظت لنفسك بإذن الضر، فنعوذ بما احتفظت به مما أقدرت عليه، بسر قولك: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)

السلام عليكم ... لديا قريب لايصلي ابدا ... واريد ان اجعله يصلي واقدم له النصائح ... لكني ليست مثقفه دينيا بالدرجه التي تمكني من اعطاؤه امثله من القران والسنه الا اشياء بسيطه ... ولكنه يجيبني ببعض الاجابات التي تجعلني لا اعرف ماذا اقول له ... انا الحمد لله ملتزمه بالصلاه جدا ... فمثلا يقول ليه ناس كتيير بتصلي وهيا منافقه وبتكدب وبتعمل حاجات وحشه فلو كانت الصلاه فعلا بتنقي الانسان وتطهره فكيف هم كذلك ؟؟ ..ارجو منكم اخباري بطريقه اجعله يصلي بها لانني حزينه جدا على شباب المسلمين وتركهم للصلاه

حفظكم الله وشرح صدوركم: الصلاة تؤدي دورها في تنقية السلوك الإنساني وربط الإنسان بربه إذا أداها على نحو معين من المعايشة، والفهم عن الله، والتطلع إلى التخلق، والحضور فيها بحيث تشرق أنوار القرب من الله على سلوك الإنسان، وإذا انتزعت الصلاة من هذا السياق كانت أشبه بشجرة جرداء لا ورق لها، فلا يستطيع إنسان أن يستظل بها، إذا قال القانون: "الرشوة جريمة" ثم وجدنا عددا من الناس يتعاملون بالرشوة، فهل معنى هذا أن القانون خطأ؟؟ بل معناه عدم التزامهم بالقانون الصحيح، لكن مجرد وضع القانون وحده ليس بكاف، إلا إذا ما أحاطت به برامج تربوية تبني الإنسان على التنزه عن الفساد، والتعلق بالكمال، وينبغي على قريبك أن يعلم أن الله تعالى شرع العبادات لمقصدين كبيرين، وهما:التعبد، والتخلق:، أما التعبد فمعناه: التزام المكلف الإتيان بهذه العبادات في مواقيتها، وبكيفياتها وهيئاتها المشروعة، والمواظبة على ذلك، تعبدا وتقربا إلى الله رب العالمين، وقياما بأمره الجليل، جَلَّ شانه، ولا ينصرف عنها لعدم خشوعه فيها، بل يواظب عليها، ثم يعالج النفس حتى تتحصل على الخشوع والتدبر.
وينبغي أن يقوم المكلف بذلك المقصد، بالتوازي مع المقصد الثاني، والذي هو التخلق، والتخلق معناه القيام بالمضمون التربوي الأخلاقي الكامن في العبادة، فلابد من إيقاع العبادة على نحو مخصوص، وبنمطٍ معينٍ من المعايشة والفهم، واستلهام المرامي والمقاصد، مما يؤدي إلى تحقيق ذلك المضمون التربوي، وإلى سريان المعاني القدسية، والآداب العليا إلى سلوك الإنسان، لشدة فهمه عن الله، ولشدة إدراكه مقاصد العبادة، وأنها لها حرم يحيط بها، من الآداب الرفيعة، فلا يصح أن تقع في الأداء البشري جرداء، معزولة من السياق العام من التصرف الإنساني، بل لابد من تطويع السلوك العام لقيمها وآدابها وأسرارها. والذي يقع الآن أن يَخْتَزِلَ الناسُ مقاصد العبادة في التعبد فقط، ويغيب عنهم المضمون التربوي الأخلاقي تماما، فتراهم يصلون ويصومون، ويقومون بسائر الفرائض، ثم ترى مع ذلك نمط السلوك الاجتماعي عندهم في غاية العدوانية والتحامل والظلم، والبعد عن قيم الشرع الشريف، مع أن الله تعالى قال: (اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر) (العنكبوت، آية 45)، فربط سبحانه الصلاة بمضمونٍ تربوي أخلاقي، يفضي بالإنسان إلى معايشة العبادات على نحوٍ راقٍ من الفهم عن الله، والقيام بواجب الإجلال والخشية والتوقير، تنحسر به عن النفس المطامع والأهواء، وتذوب به رعونات النفس وشهواتها، ويُفِيقُ به الإنسان من الغفلة، حتى تكون الصلاة بابا من المعارج الروحية، التي يرى فيها العبد جلال مقام الربوبية، فإذا بالصلاة قد حجزت الإنسان عن المعاصي والظلم والمكر والشحناء والبغضاء وما أشبه. وقل مثل ذلك في الصيام، وكيف أن الشرع الشريف ربطه بالسلوك الاجتماعي، فقال صلى الله عليه وسلم: (وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)، رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فأبان هنا عن مقصدين جليلين للصوم، أولهما: التعبد المحض، والثاني: أن يأتي به المكلف على نحو يحقق مضمونه التربوي الأخلاقي، ويرشد به السلوك، حتى يكون للتعبد أثر، ولا يكون كالرجل المريضِ الأشلّ، العاجز عن القيام بأثر ونتيجة.

وردت إلينا خلال الأسبوع الماضي عدة أسئلة عن الموسيقى والغناءفي الأغاني خلاف فقهي مشهور، وذهب عدد من العلماء إلى التحريم، وذهب في المقابل عدد منهم إلى الإباحة، وألف العلامة ابن القيسراني من الحنابلة كتابا في بيان الجواز، وكذلك العلامة عبد الغني بن إسماعيل النابلسي من السادة الأحناف، ولأبي حامد الغزالي تفصيل طويل، حيث يرى أن السماع والغناء لا بد فيه من مراعاة خمسة عوارض: عارض في الكلمات، وعارض في اللحن، وعارض في الأداء، وعارض في المؤدي، وعارض في المستمع، وتحت كل ذلك تفاصيل فقهية طويلة، والخلاصة أنه عند خلو الغناء من الميوعة والإسفاف، وعند عدم إسراف المستمع في اللهو، فإنه لا بأس به

إنا لله وإنا إليه راجعون

ببالغ الأسى والحزن يتقدم مكتب رسالة الأزهر بخالص العزاء لأهالي ضحايا حادث قطار أسيوط المرير الذي أفجع القلوب، سائلين المولى سبحانه أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يعجل بالشفاء للمصابين
وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فاعليات الندوة الخامسة لمكتب رسالة الأزهر

الآن يمكنكم قراءة وتحميل فاعليات الندوة الخامسة لمكتب رسالة الأزهر
والتي تم عقدها يوم الاثنين 5 من شهر المحرم 1433هـ، الموافق 19 نوفمبر 2012م على صفحة مكتب رسالة على الفيس بوك
بمشاركة:
صاحب الفضيلة العلامة المحدث
د/ الشريف بن حاتم العوني
عضو مجلس الشوري السعودي
وفضيلة الشيخ
أسامة السيد الأزهري
المشرف على مكتب رسالة الأزهر
المصدر

شخصية الطالب الأزهري

مقالة غير منشورة من قبل، لشيخنا العلامة الفقيه الأصولي المتفنن الشيخ: محمد هاشم محمود عمر السيوطي الحنفي، الأستاذ بقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة، فرع جامعة الأزهر بأسيـــوط، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، والمقال عنوانه "شخصية الطالب الأزهري" قال فيهــــا:
((للطالب الأزهري بين الناس مكانة بارزة ، ومنزلة سامية ، ليست لغيره من الشباب ، فتراه محاطاً بالتوقير والإجلال ، منظوراً إليه بعين المهابة والاحترام ، وتجد الرجال الذين هم في منزلة أبيه وجده يعاملونه كأنه هو أكبر منهم!! ولكن! من هو الطالب الأزهري الذي ينال هذه المرتبة العالية؟

إنه الطالب الذي يحمل في عقله علماً ينيره ، وفي قلبه إيماناً يعمره ، أي: أن يكون طالباً شغوفاً بالعلم ، عشّاقاً للمعرفة ، دؤوباً على البحث والدرس ، متسع الثقافة ، وافر المعلومات ، فإذا ما أثيرت أمامه مسألة علمية تكلم فيها كلام العارف المتمكن ، الخبير الثقة. وأن يكون الطالب الأزهري على إيمان قويّ بالله -عز وجل- يجعله راسخاً حين تتزلزل الأرض، آمناً حين يفزع الشجعان، هادئاً حين تطيش ألباب العقلاء ، إيمان يشعره -بقوة- أن عليه مهمة ثقيلة ، ورسالة كبرى يجب عليه أن يؤديها للناس بكل ما يستطيع ، ولو لقي في سبيل ذلك الأذى والاستهزاء والعنت ، وذلك لأن الطالب الأزهري هو رجل الدين ، وهو القدوة والإمام ، فإذا لم يستطع أداء ضريبة هذا الشرف الكبير فليخرج من ميدان لا قِبَل له بالوقوف فيه.

ومما يملأ النفس أسى والقلب غيظاً أن نرى كثيراً من طلاب الأزهر خِلواً من العلم وهو حياة العقول، فإذا سألته في بدهية من بدهيات علم ديني أو لغوي ضاق صدره ولم ينطق لسانه، وإذا طلب منه الكلام في مقام رأيته كالمغشي عليه من الموت. ولقد رأينا من الطلاب من يقصر في أداء الصــلاة!!! ومن يخجل أن يعرفه الناس طالباً في الأزهر!! لماذا يا أخي؟!! وهل يخجل الإنسان في موطن الشرف؟؟!!!
ألا فاحترم نفسك ، وأدِّ رسالتك... والله الموفق))
انتهت مقالة شيخنا، تغمده الله تعالى بواسع رحمته

اللهم أنزل السكينة على مصر وأهلها، واحفظهم بحفظك، وكن لهم وليا، وبهم حفيا، وافتح لهم بركات من السماء والأرض، ووسع أرزاقهم، واصرف الشر والسوء عنهم، وأخرجهم من أزماتهم مخرج صدق، ونور بصائرهم، وألهمهم الرشد، واشملهم بعافيتك، وأطفئ كيد كل من أراد بهم شرا وسوءً، وأدم عليهم أمانك ومعافاتك، إنك على كل شيء قدير، يا نعم المولى ويا نعم النصير.

إعلان بدء تلقي طلبات الالتحاق بموقع إعداد المفتين عن بعد

دار الإفتاء المصرية
تعلن عن تلقي طلبات الالتحاق لموقع إعداد المفتين عن بعد في الفترة من (1/12) إلى 20/12/2012م للدراسة والحصول على إجازة في الإفتاء.
شروط القبول:
1. أن يكون حاصلاً على ليسانس من إحدى الكليات الشرعية بجامعة الأزهر (الشريعة والقانون - أصول الدين - الدعوة الإسلامية - الدراسات الإسلامية والعربية) أو ما يعادلها بتقدير جيد على الأقل.
2. أن يجيد التعامل مع الحاسب الآلي.
3. أن يجتاز امتحان القبول في (القرآن الكريم – النحو – الفقه – أصول الفقه).

تسلم الطلبات يدويًا بمقر دار الإفتاء المصرية بالقاهرة.
لمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقع إعداد المفتين عن بعد http://www.ifta-learning.net
أو على صندوق بريد: دار الإفتاء المصرية - القاهرة - الدراسة - حديقة الخالدين - ص. ب : 11675
تليفون: 0020226672101 محمول: 01110969008 – 01228684890 البريد الإلكتروني: elearning*dar-alifta.org